يعد تفعيل تقنيات الـ BIM (النموذج Building Information Modeling) واتباع معايير الـ IFC (مبادرة التوافقية الدولية) من العوامل الحيوية في تطوير صناعة البناء في ألمانيا. سنتناول في هذا المقال مفاهيم مستويات الـ BIM، ومعايير الـ IFC، وكيفية تطبيق مفهوم “بيم ذكي” في السياق الألماني للاستفادة من تقنيات البناء المستقبلية.
مبادرة الـ IFC ومستويات الـ BIM في ألمانيا
تُعد مبادرة الـ IFC (Industry Foundation Classes) معيارًا عالميًا لنمذجة معلومات البناء، إذ تتيح التوافق بين مختلف برامج التصميم والتشغيل بالقطاع الإنشائي. تهدف ألمانيا إلى تعزيز اعتماد هذا المعيار بشكل واسع للمساعدة في دمج بيانات المشروع وتسهيل عمليات التعاون بين مختلف الأطراف، سواء المكاتب الهندسية أو الشركات المقاولة أو الهيئات التنظيمية.
أما عن مستويات الـ BIM فهي تتدرج من المستوى الأول إلى الثالث، حيث يركز المستوى الأول على التنسيق البنيت على نماذج ثنائية الأبعاد، في حين يعتمد المستوى الثاني على نماذج ثلاثية الأبعاد مع تنسيق مشترك، وأخيرًا، المستوى الثالث هو “البنى الذكية” التي تعتمد على نماذج معلوماتية متبادلة بشكل كامل بين جميع الأطراف، حيث تُصبح البيانات مترابطة بشكل دينامي.
في ألمانيا، يزداد التوجّه نحو الانتقال إلى المستويين الثاني والثالث من الـ BIM، خاصة مع تفعيل قوانين البناء التي تشجع على استخدام نماذج رقمية وخدمات البيانات المفتوحة، مما يسهم في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف والمدة الزمنية للمشاريع.
بناءٌ ذكيٌ باستخدام تقنية الـ BIM في ألمانيا
يشير مفهوم “Building Smart” إلى تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليلات البيانات ضمن نماذج الـ BIM. في ألمانيا، يتركز البناء الذكي على تطوير أنظمة إدارة المباني التي تتسم بالكفاءة، وتوفير استدامة طويلة الأمد، وتحسين الصيانة والتشغيل.
يعتمد بناء الـ BIM الذكي على استخدام البيانات الحية المستقاة من أجهزة الاستشعار والأنظمة الذكية لفرض مراقبة وتحكم في المباني بشكل مستمر. كما يتيح ذلك تحسين استهلاك الطاقة، وتقليل الانبعاثات، وضمان استدامة الاقتصاد الإلكتروني للمنشآت.
وتشهد ألمانيا جهودًا كبيرة في دمج تكنولوجيا الـ BIM مع مفاهيم البيئة المستدامة، حيث تركز على تطوير المدن الذكية و”المباني الذكية” التي يمكنها التكيف مع احتياجات المستخدمين بفاعلية، مستفيدة من النقاط التكنولوجية لتحقيق نتائج أفضل فيما يخص كفاءة الأداء.
الخلاصة
باختصار، فإن تبني مبادرات الـ IFC ومستويات الـ BIM المتطورة يعكس التزام ألمانيا بتحديث صناعة البناء، وتطوير البناء الذكي والمستدام. يتضح أن الاستخدام الواسع لهذه التقنيات يسهم في تحسين كفاءة عمليات التصميم، البناء، والصيانة، مما يضع البلاد على مسار الريادة في الابتكار العمراني. مستقبل البناء في ألمانيا يتجه نحو الاعتماد الكامل على أنظمة ذكية ومستدامة، تعمل بتناغم مع المعايير العالمية الحديثة.